ناقش الباحث محمد مرسى عبدالمالك، الحاصل على ليسانس اللغات والترجمة من قسم الأدب واللغة اليونانية الحديثة بجامعة الأزهر، رسالة الماجستير بكلية الآداب قسم التاريخ اليونانى الحديث بجامعة يوانينا فى اليونان.
تسلط الرسالة الضوء على حضور الجالية اليونانية فى السينما المصرية خلال القرن العشرين، وحاز الباحث على درجة الماجستير بتقدير امتياز.

تناولت رسالة الماجستير موضوعًا فريدًا من نوعه؛ حيث سلطت الضوء على تاريخ الجالية اليونانية فى مصر، باعتبارها واحدة من أكبر وأقدم الجاليات الأجنبية التى عاشت على أرضها، وذلك من خلال رصد تمثيلها وحضورها فى السينما المصرية خلال القرن العشرين.
ركزت الرسالة على إبراز مظاهر الوجود اليونانى القوى والحيوى فى الأفلام المصرية منذ نشأة السينما، وحتى نهاية القرن العشرين، مسلّطة الضوء على الدور الفعّال الذى لعبه أفراد الجالية فى مختلف جوانب الصناعة السينمائية، سواء من خلال التمثيل أو المساهمة خلف الكاميرا.

أوضحت الدراسة أن الجالية اليونانية امتلكت عددًا من دور العرض السينمائى المنتشرة فى محافظات مصر، وأسّست «ستوديو الأهرام» عام 1944، والذى يُعد ثانى أكبر استوديو لتصوير الأفلام بعد «ستوديو مصر» الذى أنشئ عام 1934م، كما انخرط اليونانيون فى تخصصات سينمائية متعددة، مثل الإخراج، هندسة الصوت، تصميم الديكور، والتأليف الموسيقى، فضلًا عن مشاركتهم كممثلين وفنانى استعراض.
تطرقت الرسالة إلى الطريقة التى قدّمت بها السينما المصرية صورة الجالية اليونانية، من خلال تحليل عدد من الأفلام التى عكست وجودهم وتأثيرهم فى المجتمع المصرى.
وقد ظهر حضورهم فى أعمال تناولت قضايا اجتماعية مثل فيلم «كأس العذاب»، وأخرى ذات طابع سياسى مثل «ميرامار»، فضلًا عن مشاركتهم فى أفلام تاريخية مهمة كفيلم «ناصر 56»، الذى وثّق مشهدًا مميزًا لتعاون المرشدين اليونانيين مع نظرائهم المصريين بعد انسحاب الموظفين البريطانيين والفرنسيين فى أعقاب قرار تأميم قناة السويس.
قال الباحث محمد مرسى إن الرسالة تقدم مساهمة مهمة فى فهم أبعاد التفاعل الثقافى والفنى بين مصر والجالية اليونانية، كما تُبرز كيف لعب الفن السابع دورًا فى توثيق هذه العلاقة الفريدة التى شكّلت جزءًا من النسيج الاجتماعى والثقافى المصرى فى القرن العشرين.